إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 20 سبتمبر 2014

سأخون وطني وأهاجر

بقلمي : نور عبد الجواد 

http://sahranbook.com/sakhon-and-migrate/

لا دخان من غير نار ولا غياب كثيف دون واقع مرير، لأجل هذا دأب المفسدون في غزة في النجاح بالتخطيط والهتاف بالتحرر والبحث عن ملجأ آخر يحقق لهم أحلامهم وأمنياتهم لشباب غزة ، لتصبح كلمة الهجرة تشغل أفكار الغزاويين بأسمائها البراقة ، لتتزعزع هذه الأفكار وتصبح الهجرة أمل وحلم يسعى الجميع إلى تحقيق هذه الأحلام دون النظر إلى الوقوع في مستنقعات وهوًة الدمار للهجرة .
فالشاب الغزاوي يرى الهجرة في أحلام اليقظة ويعثر على سعادته وأحلامه المهمشة فيها وعند الاستيقاظ تحولت أحلامهُ إلى قصاصات ورقية التي كتب عليها حقوقه وأمنياته كإنسان ، لتتكون في خاطره صفات ” الخوف ، عدم وجود فرص عمل ، وعدم الزواج “وعلى رأسها عدم وجود حياة كريمة تحترم كرامة الإنسان والظلم وغيرها من المحركات والمشغلات الرئيسية للتفكير بالهجرة ، وعندما تستمر مثل هذه الصفات وتتصاعد وتنتشر على أرض الواقع فلا يوجد سبل للتخلص من هذه الصفات سوى الهجرة .
ورغم انتشار عمليات القرصنة والاحتيال وغرق السفن المهاجرة الغير شريعة في الوقت الأخير إلا أن هناك فئة ما زالت تفضل الموت بعرض البحر عن الموت البطيء في القطاع وما زالت تسعى للهجرة بأسرع وقت ممكن ، وهنا ليس الخطأ أن يهاجر وأن يبحث عن فرص عمل ولكن يجب عليه أن يضع في باله العديد من الأسئلة واختيار الزمان المناسب للهجرة فهو يذهب إلى المجهول . 
علما أن محدودية الأفق المتاحة في غزة وفضاء الحرية الذي يعيشها القطاع ما هي إلا كذبة لطيفة يصدقها البعض ، وإن فكر الشاب الغزاوي في إنشاء مشروع يحتاج إلى الأموال ودعم مشروعه من قبل جهات معينة وإن كان لك واسطة سوف تحصل على العديد من المساعدات ” أنا من طرف فلان ” أقصر قصة نجاح باختصار ، فعندما ترى شاب حاصل على درجة علمية رفيعة ويمتلك العديد من الخبرات يطلب المصروف اليومي من أبيه ما تتوقع من هذا الشاب أن لا يفكر بالهجرة !
 حينما ظننت بأني أستطيع التخلص منها مرة وإلى الأبد قمتُ على خداع نفسي بكلمة الهجرة وهل صدقتِ أنني قادرة على تركك رغم ما فعلته بي والإعاقة التي سببتها لي ، لا ذنب لكي أعلم بذلك فأنتي وجعي المزمن غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق