إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

شجرة زيتون بغزة وحكاية أخرى منغمسة بالدموع



بقلمي :نور عبد الجواد

أعلنت حروفي الثورة وبدأت  تسير على السطور لتنجب كلمات لوصف واقع مرير تعيشهُ غزة ، حيث باتت علامات الحسرة على وجوه أصحاب الأراضي التي تعرضت للتجريف في الحرب الأخيرة على القطاع ، ومع موسم قطف الزيتون يعيد المواطن الغزي ذكرياتهُ مع هذه الأراضي ومدى حزنهُ وألمهُ وخسائره وما لهُ سوى الصبر لعل الله يكتب لهُ خير في كل قادم .



أشجاره التي سمعت كل كلامهُ عندما كان يهرب من واقعهُ ويمكث تحتها ويروي لها أحلامهُ وألمه ، جرفت هذه الأشجار وأصبح يشتكي رب الكون ويرسل الدعوات لعنة على عدو متغطرس وصديق يعاني من قيلولة طويلة هربا من مساعدة متشرد ، أصنام وكراسي مريحة ومزارع فقد رزقه بفعل عدو جبان شتان بين ذاك وذاك ، فقد مصدر رزقه ليبحث عن بديل يعيل فيه إسرته  ولكن في كل محاولة يبحث فيها عن عمل جديد كل ما يسمعه الصراخ في وجهه ، وقول المسئولين " بس نشغل أولادنا عشان نشغلك " ، واقع مرير وقلوب تشبعت بالحزن والأسى بقبور الحياة لم يوفر لها أدنى مستلزمات الحياة  فأصبحت كقبر يخنق سكانهُ ، غزة أكبر قبر تذوق عذاب الحياة على مر التاريخ .



في حديث جمعني مع المزارع أبو أيمن وبدأ بسرد لي كلماتهُ وردد " شو بدي أحكي يا بنتي ما حدا بدور علينا ولا بحولنا وين انتو ولا يقدموا إلنا أي مساعدة زهقنا يا بنتي مش حياة يا بنتي " كلمات غزية خرجت من حناجر تصرخ في وسط زجاج عازل للصوت ، وما زال في مسرح الجريمة يمثل لي دورهُ كمزارع وبلحظة سكت الكلمات وبدأت الدموع هي من تتحدث عنه ونهى بكلمة " حسبيا الله ونعم الوكيل على كل عربي ساكت " انتهت الكلمات وبقيت الدعوات ترسل إلى السماء .



ما زالت حناجرهم تصدح وما زال المخيم ينادي لعل زائر طريق يطرق باب هذا المخيم ويضئ هذا المخيم ، وتبقى لعل لغز الحكاية هُنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق