إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 22 أغسطس 2014

نظرة على ألبوم أطفال غزة

هكذا يبدو المشهد من بعيد ، مشهدا متحركا ومنحازا نحو الألم والحزن والحسرة ، مشهد يحمل أصواتنا المبعثرة بهدوء وروية لنقول ما لدينا واثقين أن شتات أصواتنا ستصل للكبار والصغار لا توقفهٌ أسوار ولا أسلاك ، مشهدا مليء بالأطفال تزدحم رؤوسهم بالأفكار والكلمات لتعبر عن تفاصيل كثير تملأ مكانهم ، فنحاول الخروج بحديث ومعاني تصف هذا المكان سنجلس أنا وأنت على حافة الطريق ونتحدث بروية بقلم لا يعرف الإرهاق عن أطفال غزة الذين يتجولون على أرصف القطاع ويتساءلون أليس لنا غير هذا الألم والحزن ؟

ليمروا أطفالنا بجانب بيت أصبح خيمة فوق ركامه قالوا لسنا نراك فلنا في الخيال قصور جميلة ، مرورا بجانب مسجد يكبر الله أكبر قالوا نسمعك فلنا أمل في الغد وفرح قادم لا محال ، مرورا بجانب امرأة تحمل الحقيقة في جرة على رأسها ولكن لا حقيقة تُري في غزة ولا وهم يتحقق .

هم أطفال جياع يطرقون باب الله كل ليلة على أرصف الطريق ، هم أطفال يصمتون وصمتهم حكاية وحكاياتهم حصارهم في غرفة مليئة بالرائحة النتنة ورطوبة المكان التي تحاصرها العفن ورائحة البطانية الكريهة ولكن بالنسبة لهم هي أفضل من قطعة خبز ، وهم ليسوا بعيدون عن الشجار الكبير في طابور طويل للحصول على جزء بسيط من الطعام تسد جوعهم وتبقى صدورهم تصرخ آهات من الجحيم ، التي تزيدهم أسئلة هل سنموت الليلة؟ في حين تغرد الغارات والقذائف في الخارج هنا يصبح الموت لهم محقق بعد ساعات قليلة ، ينتظرون الموت ولكن ما يصد هذا الموت هو دعوات من أم وآخري من شاب وآخري من مسن يحفظون أطفالهم بإرسال دعواتهم لرب السماء من مظلومون جرحوا وعذبوا على أيادي ظالم.

أطفالنا لا يستحقوا أن يعذبوا هم أطفالنا تحمل وجوهم البراءة هم كشمس تشرق لا تغرب كم هي جميلة و مستديرة كما القمر ، لذلك لا تكن شريكا بقتل تلك الطفولة وقتل هذه الكلمات كما شريكا معي بالكذب لنتحدث كثيرا مع أننا نعلم أنهم سيواصلون عذاباتهم ضد أطفالنا ، إلا أنه يجب علينا أن نتحدث عن غرغرينا الكلمات ليظل أنا وأنت مقتنعين أنهم على خطأ .

المشهد يتكرر كل صباح لنسرد كل يوم قصة طفلا يحمل حكاية ورأسهُ مليء بالغرف المدمرة ولكن في النهاية يبقي الطفل يضحك بصوت مرتفع من هذا المشهد ويقرر أن يكبر رغما عنهم .

نور عبد الجواد